بقلم السامي الإحترام جوزف أبوزهره
إن الماسونية نظام تكريسي تقليدي وعالمي مؤسـس على الأخوة.
إنها تؤلف اتحاد لرجال أحرار وذوي أخلاق حميدة ، من كل الأعراق ، وكل الجنسيات وكل المعتقدات.
هدف الماسونية إيصال الإنسانية إلى الكمال .
لهذا يعمل الماسون لتقدّم الإنسانية المطّرد، إن على المستوى الروحي والعقلي كما على المستوى المادي.
يتعارف الماسون فيما بينهم كأخوة، و عليهم نجدة ومساعدة بعضهم البعض مهما بلغت الأخطار، كما يهبّون لمساعدة كل شخص محتاج.
في بحثهم المستمر عن الحقيقة الثابتة و العدالة، لا يرضى الماسون أن يقفوا عند أي عائق كان ولا يتوانوا عن تخطي أبعد الحدود إلى ذلك.
انهم يحترمون أفكار وأراء الغير و حرية تعبيرهم، و يحاولون التوفيق بين مختلف وجهات النظر ، وتقريب الإنسان من أخيه الإنسان مهما تباعدت معتقداتهم، فهم يتوخون توحيد الإنسانية جمعاء في محاولتهم تطبيق الفكرة الأممية في إطار يحفظ لكل إنسان شخصيته المميزة.
انهم يعتبرون العمل حق و واجب على الجميع.
على الماسون احترام القوانين والنظـام الشرعي للدولة التي ينتمون إليها، ويعيشون ويجتمعون فيها بحرية.
انهم مواطنون صالحون و نظاميّون، و يعملون بما يوحي لهم الضمير.
في ممارسـتهم البناءة الحرة يحترمون التقاليد و الموجبات القديمة التقليدية .
يتعارف الماسون فيما بينهم بكلمات وإشارات ولمسات تعارف يمارسونها تقليديا في محافلهم من خلال طقوس تكريسهم.
إن هذه الإشارات و الكلمات و لمسات التعارف كما الطقوس والرموز، تخضع للسرية والتكتّم ولا تعطى إلا لمن كان لديه صفات و خصال تخوله الحصول عليها.
لكل ماسوني الحرية في ذكر أو عدم ذكر انتسابه للماسونية، لكن لا يحق له كشف اسم ماسوني آخر.
المكان الذي يجتمع فيه الماسون لمزاولة أعمالهم يدعى بالمحفل.
إن كل محفل يخضع في إدارته و أموره إلى ما يتم التوافق عليه من غالبية الأساتذة الماسون في اجتماع بحدّ النظام يلتزمون فيه ببدء العمل، على أن لا يتعارض أي منه مع أي من تعاليم الماسونية الرئيسة المطروحة في عقد الموجبات القديمة العهد أو قوانين وأنظمة المحفل الأكبر العامل برعايته.
تجتمع المحافل الرمزية تحت لواء محفل أكبر، و المحفل الأكبر هو السلطة الوطنية، المستقلة و حامية التقاليد و التي يعود لها وحدها إدارة الدرجات الرمزية الثلاث: المبتدئ، الشغال، و الأستاذ.
إن المحافل الكبرى تُحكَم وتُدار طبقا للمبادئ التقليدية و النظم العالمية، تُنَظِّم دساتيرها وقوانينها على ضوء و ضمن إطار هذه المبادئ.
هي تحترم سيادة و حرية السلطات الماسونية الأخرى و لا تتدخل في شؤونها الداخلية، كما و تقيم فيما بينها العلاقات الطيبة و الأخوية الهادفة و اللازمة لتوطيد وتقوية اللُحمة لهذا النظام العالمي.
تمتنع المحافل الكبرى عن إعطاء براءة لمحافل أخرى خارج دولها، إلا في حالة عدم وجود سُلطة ماسونية في تلك الأقاليم و البلدان.
للمحافل الكبرى الحرية المطلقة في عقد معاهدات و مواثيق أخوية فيما بينها، و لكنّها لا تعترف بأية سلطة ماسونية أعلى من سلطتها، وطنية كانت أم عالمية.
لا تعترف المحافل الكبرى إلا بدستورها، قوانينها، و أنظمتها الداخلية ، و تمارس سيادتها كاملة. وهكذا تنتظم جميع المحافل الماسونية ضمن الموجبات القديمة العهد دون أن تَضيع شَخصيتها الذاتية أو حرية الماسوني الشخصية، كي يسود بين الماسون كافة، الحب، الانسجام و الاتحاد.